Forum FATHINET - منتــديــات فتحــي نـت • مشاهدة الموضوع - قيمة الوعي في "السلوك النهضوي

 

 

Home

بحث

 التسجيل

قائمة الأعضاء

 

*

*

*

*

*

 

اليوم هو الجمعة 29 مارس 2024, 02:42


جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعة



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: قيمة الوعي في "السلوك النهضوي
مشاركةمرسل: الاثنين 2 أغسطس 2010, 07:53 
غير متصل
Moderator - مشرف قسم
Moderator - مشرف قسم
صورة العضو الشخصية

اشترك في: الثلاثاء 22 يونيو 2010, 05:38
مشاركات: 73
مكان: ALGERIA - الجزائـــر
قيمة الوعي في "السلوك النهضوي"
* محمّد شاويش
الفاعل العربي العام يحاول أن يبث "الوعي" في صفوف مواطنيه، سواء كان يستعمل هذا المصطلح بعينه أم يستعمل كلمات أخرى المعنى نفسه.. على زمان الإصلاحيين الأوّل كانوا يهتمون بتغيير فهم الدِّين عند المسلمين، وعلى زمان تلاميذهم اهتموا بالوعي الوطني الذي يدفع المواطن للتظاهر ضدّ الاحتلال وفي سبيل الاستقلال، ثمّ في زمن الاستقلال صار "الوعي" الذي يعمل الفاعل العام على نشره بين أفراد الأُمّة من النوع "المسيّس" الذي يتضمّن العمل بكل وسيلة لإسقاط الأنظمة.
ثم مع موجة التديّن التي جاءت بها السبعينيات والثمانينيات وأججت نارها السياسة العدوانية الأمريكية – بعد انهيار الاتحاد السوفييتي – صار الفاعل العام يطلب من مواطنيه "الالتزام الشرعي" الذي هو عملياً أيضاً التزام بنصرة الحركة السياسية الإسلامية.
- وعي جديد:
هنا أريد التركيز على أهمية العمل على وعي جديد يعم كل أفراد المجتمع لا يكون وعياً نظرياً مجرّداً، ولا يكون ضيقاً يقتصر مجاله على مستوى واحد من مستويات البنية الإجتماعية، بل هو وعي له ميزتان:
ميزة الشمول لكل مستويات البنية الإجتماعية، وهو هنا بديل عن الجزئية التي ميّزت الوعي العربي في العصر الحديث الذي غالباً ما ركّز على بعد واحد من أبعاد الواقع.
* وميّزة العملية، بحيث يكون وعياً ممارساً وفعّالاً في السلوك على نقيض الوعي النظري المجرّد الذي لا يحرك فعلاً تغييراً في الذات والمحيط، وعلى نقيض الوعي التواكلي الذي يوكل التغيير بمنقذ من فوق تعددت أسماؤه وتوصيفاته، وعلى نقيض ما أسميه: "وعي النق" الذي يشتم صاحبه الواقع ويهجوه، بدون أن يخطر له أنّه هو جزء من هذا الواقع المهجو، وأن عليه قبل الهجاء – وبالأحرى بدلاً منه – أن يغيّر هو نفسه وسلوكه الإجتماعي.
1- "الوعي" عموماً:
في المقررات المدرسية للفلسفة يميّزون بين مفهومين مختلفين: الإحساس، والإدراك.
الإحساس: ظاهرة تلقائية تنتج من مجرّد وجود الفرد في محيط محدّد؛ إذ ترد من هذا المحيط مؤثرات حسّية مختلفة، فالموجود في مكتب البرق واللاسلكي يسمع إشارات مختلفة، لكن إدراكه لهذا الإحساس يختلف عن إدراك العامل في المكتب وإن اتفقا في الإحساس.
الفرد لا "ينتبه" إلى كلّ الإحساسات التي تصل إليه بل يتوجه بالإنتباه إلى بعضها فقط، وهو ما يهمه منها، شأن الأُم التي تكون غارقة في أفكارها فلا تميّز مكونات الضجيج الذي يحيط بها، لكنّها تنتبه في الضجيج إلى بكاء الطفل. وظاهرة "الإنتباه" هي العنصر الحاسم للأهمية الذي يشترطه "الإدراك"؛ إذ نحن لا "ندرك" الأشياء التي "لم ننتبه" إليها.
الوعي حتى في حالته البسيطة التي ذكرناها للتوِّ متضمن كشرط "خبرة" سابقة. ومن المهم أن نلاحظ أنّ الفرد لا "يعي" حالة الأشياء في وضعها الساكن فقط، بل هو بالاستناد للخبرة والتعلّم يعي الأشياء وعياً ديناميكياً، إذ اعتباراً من الحالة القائمة يأخذ الفرد تصوّراً عن الماضي وعما يتوقّع أن تؤول إليه عناصر الواقع مستقبلاً أيضاً.
ليفهم الفرد الواقع العام المتجاوز للراهن اليومي (مثلاً الوضع الإقصادي على صعيد المجتمع، الوضع السياسي... إلى آخره) لا يستعين الفرد بتجربته الخاصة فقط، بل يستعين أيضاً بالمعتقدات الشائعة في بيئته عن هذا الواقع، وهناك أمر مهم جدّاً في تكوين هذا الوعي ألا وهو "الأيديولوجيا".
ولأيديولوجيا لا تقدّم فقد التصوّر السكوني والحركي للبنية الإجتماعية، بل تقدِّم أيضاً بناءً على هذا التصوّر مشروعاً بديلاً، وتدعو مناصريها للعمل في اتجاه معيّن، وتحدّد اتجاهات الرأي العام عند الشرائح الإجتماعية التي تدعم الأيديولوجيا المعنية (وهي ما ندعوه "الوسط" وهو شريحة أو شرائح متفقة في اتجاهاتها الرئيسة فيما يتعلّق بالقضايا العامّة المثارة في وضع إجتماعي معيّن).
والفاعل السياسي العربي يستعمل مصطلح "الوعي" منذ دخل على اللغة العربية الحديثة.
ويعني بـ"الوعي السياسي" العلاقات الدولية وعلاقات الدولة بالدول الأخرى من وجهة نظر التنظيم وتحليلاته السياسية، والشيء الحاسم في عنصر الوعي هو مشاركة المواطن في "النشاطات السياسية" للتنظيم المعني، وهذه النشاطات كما هو معلوم في مظم الحالات في الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات والثمانينيات كانت تتضمّن اتهام نظام الحكم القائم بالعمالة للإستعمار، أو تهماً مكافئة تؤول إلى كونه على أقل تقدير يعرقل الطموحات القومية أو الوطنية للأُمّة أو الشعب.
2- الوعي النظري والوعي الممارس:
لاشكّ أنّ "الوعي" بمعنى "المعرفة بمكوّنات الواقع" شيء مفيد، بل ضروري لما اصطلح على تسميته "الفاعل العام"، لكن هناك ضرورة للتمييز بين الوعي النظري المجرّد والوعي الممارس فعلاً، وهذا الوعي الممارس هو الذي يعطينا فكرة عن "القناعات الفعلية" للفرد، أي القناعات المتحكمة حقاً بسلوكه، فقد يقتنع الفرد نظرياً بمبدأ تكافؤ الفرص، ولكنّه حين يمارس التمييز لصالح الأقارب تلك ليست هي القناعة القادرة على فرض نفسها في السلوك. ويجب ألا نفهم من هنا أن تلك القناعة النظرية نفاق أو كذب مثلاً.
فالفرد إذن لا نستطيع أن نقول عنه: إنّه يكذب في "قناعاته" بماهية السلوك القويم. على أنّ السرور والحماس الذي ينتاب العربي عند حضوره لمحاضرات بعض "الدعاة" لا يختلف في معظم الحالات عما كنا نراه قديماً من حماس الناس الخالين من البطولة في ممارساتهم اليومية لسماع قصص الأبطال والبطولات، وهو حماس بعيد كلّ البعد عن التأثير في تغيير السلوك العملي للفرد، وأقصى ما يمكن أن يحدثه هو التحسر على انقضاء ذلك الزمان المثالي، أو النقد اللاذع الذي لا يتناول الذات ولا يتفحص عياناً الظروف التي تمنع تكرار تلك الشخصيات والأحداث البطولية في زماننا (انعدام تناول الذات بالنقد، وانعدام الرؤية الموضوعية للحالات المنقودة وأسباب ظهورها واستمرارها في الوجود يحولان النقد إلى ما أسميه "النق"، وهو مسخ للنقد الفعّال القادر على النهوض بالسلوك الفردي والجماعي).
المربي السوفييتي "أنطون مكارنكو" يطرح تجربته الخاصة مع مجموعة من اليافعين (منهم الجانحون، ومنهم المشردون، ومن لا أهل لهم) حيث تحوّل هؤلاء إلى اناس ذوي سلوك نموذجي ليس عبر الوعظ والخطب التي عرف من تجربته أنّها غير مجدية، بل عبر تكوين جماعة لها تقاليدها ونظمها ومؤسّساتها الداخلية الممتلكة لنوع من سلطة التسيير الذاتي المنظمة للعلاقة بين الأفراد ولحركة هؤلاء الأفراد في المجتمع (بما فيه حركتهم كناسٍ منتجين في مشروع إقتصادي). ونحن حين ندعو إلى تغيير السلوك الإجتماعي للناس في مجتمعنا فإنّنا نعرف أنّ هذا التغيير يستلزم هذا النوع الديناميكي من الوعي المتمثل في الوعي الممارس، وليس النظري أو الأخلاقي الحالم الذي يقدمه عادة في زماننا "الدعاة"، ولهم نظائر في الأوساط غير المتدينة كما هو معلوم.
غير أنّ الممارسة المطلوبة لا تعني الاقتصار على توزيع المنشورات والنزول في المظاهرات و"الكلام في السياسة" وهذا هو النسخة القديمة من "الوعي"، ومن المهم في أيامنا هذه أن نذكر أنّ الممارسة المطلوبة لا تعني بتاتاً حمل السلاح أو تحويل النفس إلى قنبلة منفجرة ضدّ الدولة أو ضد جزء من السكان، وهو نسخة جديدة ظهرت منذ بزوغ النظام العالمي الجديد".
الوعي الممارس الذي يجب أن نعمل على وجوده يتألف من سلوك حضاري نهضوي جديد بين الأفراد كفيل بنقل الجماعة من حال سلوكي قائم نسميه بالاسم العام "السلوك الانحطاطي" إلى حال سلوكي منشود نسميه "السلوك النهضوي".
يتألف هذا الوعي من ممارسات يومية قد يستخف بها "الفاعل السياسي" الذي تعود على أنّه لا شيء مهم إلا تغيير السلطة، وكل ما دون ذلك فهو عمل إجتماعي قد يطلق على القائم به من باب السخرية لقب "مصلح إجتماعي" وهو تعبير انتقاص وسخرية "في رأيهم"!
باعتبار أنّ العمل الإجتماعي الذي ليس فيه بعد سياسي (بمعنى السياسة الذي مازال سائداً عندنا، وهو مجمل الشؤون التي تخص السلطة السياسية في علاقاتها مع الداخل أو الخارج وتؤثِّر على ثباتها واستمرارها في الحكم) ينظر إليه نظرة دونية ويعد من الدرجة الثانية من الأهمية.
وهنا لابدّ من دعوة المواطن العربي والفاعل الجماعي أيضاً إلى تغيير هذا التقييم، بحيث يصبح التزام الإنسان المعاد عندنا بالسلوك النهضوي فعلاً من الدرجة الأولى من الأهمية، وبحيث نعلق عليه قيمة تساوي من حيث الأثر قيمة تغيير الأشخاص أو المجموعات في ذروة الهرم السلطوي.
مثلاً التزام المواطن بالنظام العام وبعدم خرق القانون، والتزامه بأداء عمله بإتقان وأمانة، وتقديم الصالح العام على الخاص، وبمكافحة أهواء النفس بحيث يكون الفرد عادلاً حتى مع خصومه من مواطنيه، وبحيث لا تدفعه الخصومة الشخصية إلى التضحية بالمصلحة العامّة، وعدم الإعتقاد بأن كل تقدم للآخر هو تهديد للذات، الأمر الذي يجعل مجتمعنا ساحة كبيرة من القوى المتعاكسة التي تؤول بنا إلى حالة الركود والمراوحة أو الانحطاط.
من هنا يمكن للقارئ أن يدرك مصطلح "السلوك النهضوي" ونقيضه "السلوك الانحطاطي، فالسلوك الأوّل إن التزمت به أكثرية المجتمع، أو حتى أقلية وزانة فيه سؤدِّي إلى نقلة نوعية إلى الأحسن، وباتّجاه هدف تجاوز الفجوة الهائلة بيننا وبين الأُمم التي تنظر إلينا نظرة فوقية!


شارك الموضوع على الفيس بوك شارك الموضوع على تويتر شارك الموضوع على أوركوت شارك الموضوع على ديغ شارك الموضوع على ماي سبايس شارك الموضوع على ديليسيوس شارك الموضوع على تكنوراتي
أعلى
 يشاهد الملف الشخصي ارسال رسالة خاصة  
 
 عنوان المشاركة: Re: قيمة الوعي في "السلوك النهضوي
مشاركةمرسل: الثلاثاء 3 أغسطس 2010, 08:19 
غير متصل
Global Mod - مشرف عام
Global Mod - مشرف عام
صورة العضو الشخصية

اشترك في: الاثنين 12 أكتوبر 2009, 13:45
مشاركات: 606
مكان: بسكرة
مشكور جدا أخي وليد على هاته المواضيع الجميلة والمميزة لا تبخلنا من جديدك يا غالي
دائما مميزا معنا

_________________


إذا أعجبك موضوع من مواضيعي فلا تقل شكـراً ..
بل قل الآتـي ::
اللهم اغفر له ولوالديه ماتقدم من ذنبهم وما تأخر..
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار..
اللـهم آميـن..



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي ارسال رسالة خاصة  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعة


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 236 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron


Forum Propriete FATHINET 2008 - Service Internet Et Publicite   /   Nombre de Visites :
Sites Partenaire : Auto Marche - Annuaire Web - VoIP FN - Groupe Concessionnaire - Groupe location vehicule - Groupe Immobilier

Hebergement du site par : FATHINET
.:.