هل اخبر خطيبي بحياتي السابقة؟
المشكلة التي تؤلمني هي أن خطيبي سألني عن حياتي السابقة، فأجبته بنفي أي علاقة سابقة لأنني اعتبرتها مراهقة وأيضاً خوفاً من افتراقنا ولهذا السبب لم أذكر الحقيقة.
بعدما بدأت معه حياة جديدة، علمت أنه لم يكذب عليّ ولا يغشني ولا يوم، لذا تألمت كثيراً وأحس بعذاب وجدان شديد من جهة، ومن جهة أخرى لم أستطع مصارحته بالحقيقة لأنها ستجلب لي الكثير من المتاعب والمشاكل.
في الحقيقة كل يوم يمر وأنا أخاف بأن يعرف الحقيقة وبدأت حياتي بالتعاسة وكل ما يسألني لماذا أنت كئيبة لم أتجرأ على المصارحة، فالرجاء ساعدوني ولكم جزيل الشكر والامتنان.
***********************
***********************
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
ليس في عالمنا المشهود معصوم وكل الناس خطاؤون, وهكذا خلقهم الله، والله يحب التوابين ويحب المستغفرين، لذا فان في حياة كل منا أخطاء وكثير منها لا يعملها إلا الله، والله يحب الساترين، فلا يحب علينا كشفها والجهر بها، بل في الجهر بها في كثير من الأحيان ذنب وخطيئة، لأن في ذلك هتك لحرمة مؤمن و (حرمة المؤمن أعز على الله من حرمة الكعبة) كما نقل وروي. ولأن في ذلك تحطيم لبيوت ونشر لعاهات، وإشاعة للفحشاء والمنكر.
ثم إن (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) كما في الحديث، ولا يذكر الانسان ماضيه إلا للندم والاعتبار، لا أن يجلد نفسه ويعذب ضميره ويخرب بيته.
ومهما كان زوجك من نقاء السريرة وحسن الظاهر، فإن له أيضاً أسراره التي لا يعملها إلا الله، وقد عفا الله عما سلف، فلا يجب الوقوف عند الماضي، وعلينا التطلع إلى المستقبل وإصلاح الواقع.
ولا عليك أن تقلقي وتخافي من شيء لم يقع، وأغلب الناس يموتون وتدفن معهم أسرارهم، ثم عليك أن تنزعي عنك ثوب القلق والكآبة، وتلجأي إلى الله وتثقي برحمته الواسعة ولطفه وغفرانه، وتعيشي حياتك ـ بعد توبتك ـ وكأن أمراً لم يقع، وثقي بأن الله تعالى معك فهو (غافر الذنب قابل التوب) وهو (أرحم الراحمين) وهو (اللطيف بعباده) وسيكتب لك التوفيق في حياتك كما كتب لك التوفيق في زواجك.
وكوني شجاعة لاستقبال أسوأ الحالات، فلو علم زوجك يوماً من الأيام بأمر كان، وهذا نادر الوقوع، فإن الدنيا على أي حال لم تنتهي، لأن زوجك يفهم الحياة، ويعلم منها أن وقوع الخطأ، منه ومن غيره جائز، وهو يرى واقعك الحالي، وما أنت عليه من طهارة وإخلاص، لينسى ما كان ويتناساه.
لذا اعملي على إحاطة حياته بالحب والإخلاص واملئي بيته بالسعادة والمحبة، ونوري حياتك وحياته بالإيمان وبذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
أما موضوع المصارحة فإنها غير مطلوبة أبداً، بل يجب ستر ما ستره الله ومواصلة حياتك دون خوف أو ريبة.
وابعدي الهواجس والوساوس عنك لأنها من عمل الشيطان.
واعلمي بأن زيادة لوم النفس والمبالغة في تقريعها لا يعبر عن حالة صحية سوية، وقد ينتج عن كثرة تعرض الانسان للانتقاد والمراقبة الشديدة في الطفولة، و (ما زاد عن حده انقلب إلى ضده) وكثرة الخوف من الشيطان قد تجعل الانسان فريسة سهلة له، لأن الوسواس من عمل الشيطان نفسه.
وأخيراً، إذا ما استمر الارهاق النفسي لك ـ بعد كل ما ذكرناه ـ فلا بأس بمراجعة طبيب مختص ليساعدك على الخروج من هذه الأزمة النفسية التي قد تنجب أحياناً عن ضعف الأعصاب أو التعب والإجهاد ونقص الفيتامينات، أو غير ذلك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق .