اشترك في: الخميس 7 يناير 2010, 13:10 مشاركات: 359 مكان: algerie
|
تتمــــــــــــــــــة....
ويعد الازدحام وسوء التهوية وتلوث الماء والغذاء والعادات غير الصحية من أهم العوامل التي تؤثر على صحة التلاميذ وتساعد على انتشار أمراض الجهاز التنفسي العلوي بين الطالبات خصوصًا طالبات المرحلة الابتدائية الأصغر سنًا. ولندرة الدراسات الطبية البحثية التي تحدد مستويات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة بين طالبات المدارس ومعرفة واقع عوامل الخطورة بينهن للعمل على الحد منها سواء كانت تخص الطالبة نفسها أو عوامل خطورة بالبيئة المحيطة بها سواء في المدرسة أو المنزل، قمنا في الإدارة العامة للخدمات الطبية بتعليم البنات بإجراء هذه الدراسة والتي تهدف إلى قياس معدل انتشار أمراض الجهاز التنفسي العلوي بين طالبات المراحل الابتدائية بمدارس مدينة الرياض، ودراسة عوامل الخطورة بالبيئة المدرسية والمنزل وعلاقتهما بمعدل انتشار أمراض الجهاز التنفسي العلوي.وقد نفذت لذلك دراسة طويلة تم تطبيقها على طالبات سبع مدارس ابتدائية للبنات بمدينة الرياض اختيرت عشوائيًا بلغ عددهن 1856 طالبة. تم وضع هؤلاء الطالبات تحت الملاحظة والإشراف الطبي لاكتشاف الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي العلوي بينهن طوال فترة الدراسة، مع دراسة الأوضاع الديموجرافية وأوضاع البيئة المنزلية والمدرسية المحيطة بهن لمعرفة تأثير متغيرات عوامل الخطورة بهذه البيئات على معدل انتشار الأمراض بينهن.النتائج خلال فترة تطبيق الدراسة (45 يومًا) سجلت 244 حالة مرضية بأمراض الجهاز التنفسي العلوي بمعدل انتشار 13.1% وكان معدل حدوث الإصابات 1.05 إصابة لكل طالبة في السنة، ورغم أن 1612 طالبة (86.9% من مجموع الطالبات) لم يصبن خلال هذه الفترة فقد وجد أن 33 طالبة (1.8% من الطالبات) أصبن أكثر من مرة. وكان أكثر هذه الأمراض حدوثًا نزلات البرد، فكان عدد الطالبات المريضات بنزلات البرد 85 طالبة بنسبة 34.8% من مجموع الأمراض، ويأتي التهاب اللوزتين في المرتبة الثانية، حيث كان عدد المصابات 53 طالبة بنسبة 21.7% ثم الإنفلونزا 39 طالبة بنسبة 16%. كما وجد أنه كلما كانت الطالبة أصغر سنًا كانت أكثر عرضة للإصابة، فكان معدل إصابة الطالبات اللاتي أعمارهن بين 6 إلى 7 سنوات عاليًا (15.2%) وانخفض هذا المعدل تدريجيًا مع زيادة أعمار الطالبات فكان عند عمر 10 سنوات 12.2% و11سنة 13.1%.وبدراسة الحالة التغذوية للطالبات وتصنيفهن حسب معدل كتلة الجسم (BMI) وجد أن 37.3% منهن يعانين النحافة، بينما 5.7% منهن يعانين السمنة والبقية في المعدل الطبيعي. وبالنظر إلى معدل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي وجد أنها مرتفعة بين الطالبات اللاتي يعانين النحافة واللاتي يعانين السمنة.أما بالنسبة للحالة الاقتصادية والاجتماعية للأسرة والحالة التعليمية للوالدين فقد اتضح أن أعلى إصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي تقع بين الطالبات اللاتي دخل أسرهن تحت 2000 ريال شهريًا وكذلك اللاتي يسكن في منازل شعبية، والأسر التي عدد أفرادها يفوق ثمانية. وبالنسبة لتأثير تعليم الوالدين فقد اتضح من الدراسة أن نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي تكون أعلى في حالة أن الأب والأم أميان أو يقرآن ويكتبان فقط مقارنة بالمستويات التعليمية الأعلى.كما تمت دراسة تأثير الازدحام بالفصول المدرسية على معدل الإصابة فكان عدد الطالبات المصابات في الفصول التي معدل ازدحامها أقل من 1.5م2 لكل طالبة هو 145 طالبة بنسبة 16% من عدد طالبات تلك الفصول مقارنة بـ99 طالبة مصابة في الفصول التي معدل ازدحامها 1.5م2 فأكثر لكل طالبة (وهو المعدل القياسي) بنسبة 10.5% من مجموع طالبات هذه الفصول، ووجد أن 82% من فصول المدارس المستأجرة لا تفي بالمعدل القياسي العالمي للازدحام وتبقى أيضًا نسبة 28% من فصول المدارس الحكومية لا تفي بهذا المعدل القياسي.كما أظهرت النتائج أن معدل الازدحام بفناء المدرسة بجميع المدارس بعينة الدراسة أقل من المعدل القياسي وهو2م2 لكل طالبة.وقد تم دراسة أثر التدخين السلبي على معدل إصابات الطالبات فوجد أن 22.4% من مجموعة الأسر التي بها أفراد مدخنون، ووصل معدل الإصابة بين طالبات هذه الأسر إلى 14.9% خلال فترة الدراسة، بينما كان 77.6% من الأسر لا يوجد بها مدخنون، وكانت نسبة الإصابة بين الطالبات في هذه الأسر 12.5%. وكان 78.7% من الأسر التي بها أفراد مدخنون يوجد بها فرد واحد مدخن. وكان معدل الإصابة بين طالبات هذه الأسر 15.1%، بينما كان 15.7% من الأسر التي بها أفراد مدخنون يوجد بها فردان مدخنان وكان معدل الإصابة بين طالباتها 22.7% (عاليًا).ولدراسة كفاءة التهوية بالفصول المدرسية وتأثيرها على معدل الإصابة طبقًا للمواصفات القياسية للمباني المدرسية ألا يقل مجموع مساحات النوافذ بالفصل عن سدس مساحته. فقد أظهرت النتائج أن مساحات النوافذ 92% من الفصول بعينة الدراسة أقل من هذا المعدل. وقد كانت أسر الطالبات التي تستخدم وقودًا له عوادم سيئة (حطب، فحم، كيروسين) للتدفئة داخل المنازل 236 أسرة بنسبة 12.7% من مجموع أسر الطالبات. وكان معدل الإصابة بين طالبات هذه الأسر 16.1% خلال فترة الدراسة، بينما الأسر التي تستخدم الوقود نفسه للطهي داخل المنازل 36 أسرة فقط بنسبة 1.9% من مجموع الأسر وكان معدل الإصابة بين طالبات هذه الأسر 17.1%.وقد توافقت نتائج هذه الدراسة مع عدد من الدراسات العالمية المماثلة في دول مختلفة من حيث أن أهم العوامل المؤثرة على الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي تكمن في الحالة الصحية والتغذوية للطالبة والتأثير العمري ووجود عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية، مثل تعليم الوالدين والتدخين السلبي ومعدل الازدحام في البيت والمدرسة ومعدل دخل الأسرة ونوعية المسكن والوقود المستخدم للتدفئة والطبخ بالمنزل.والملخص، أن هذه الدراسة بالرغم من أنها قد حددت النسبة العامة للإصابة بين طالبات عينة الدراسة وهي أقل من مثيلاتها في بعض الدراسات الأخرى، إلا أن أمراض الجهاز التنفسي ما زالت تمثل أكثر الأسباب لطلب العلاج والمشورة الطبية وأكثر أسباب الغياب عن المدرسة إلى جانب كونها تمثل نسبة كبيرة من أسباب المراضة والوفاة لدى الأطفال.وقد خلصت هذه الدراسة إلى عدد من التوصيات أهمها:- العمل على توافر المواصفات القياسية في المباني المدرسية.- الالتزام بعدم تجاوز الحد الأقصى لعدد الطالبات المخصص لكل مساحة قدر الإمكان.- وضع خطة إحلال تدريجي للمدارس المستأجرة والتي لا تنطبق عليها الشروط المثالية من حيث المساحة والتهوية ومواصفات الأمن والسلامة بمدارس حكومية ذات مواصفات مثالية.- نشرة الوعي الصحي بين الطالبات وتعريفهن بعوامل الخطورة التي تساعد على انتشار هذه الأمراض وكيفية تجنبها، ويمكن التركيز في ذلك على الرسائل الصحية التوعوية الخاصة بما يلي:-تجنب التكدس والازدحام.- الاهتمام بتهوية الفصول والمنازل.- تجنب استخدام أنواع الوقود التي يتخلف عنها عوادم ضارة داخل المنزل.- محاربة التدخين والابتعاد عن المدخنين.- الاهتمام بالتغذية السليمة.- الاهتمام بالنظافة الشخصية.
المرفقات: |
2562.jpg [ 1.73 KiB | شوهد 9053 مرات ]
|
_________________
كيف لايحتار فكر المادحينْ ؟! في صفات المصطفى الهادي الأمينْ لوسمعتَ الجذع في يوم الحنينْ أنّ شوقاً وحنيناً..شاقه فقدُ الرسولْ
|
|