For quick login in and fast entrance.
I want to register Search الأسئلة المتكررة Login 

         

إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

الخميس 27 أغسطس 2009, 23:39

 التوكل على الله
غير متصل
Advenced - عضو نشط
Advenced - عضو نشط
صورة العضو الشخصية

اشترك في: الاثنين 25 أغسطس 2008, 23:04
مشاركات: 206
مكان: قسنطينــــة
مرفق:
bismi allah - Salam alaykoum.gif
bismi allah - Salam alaykoum.gif [ 96.72 KiB | شوهد 3589 مرات ]


التوكل على الله
فضله و أهميته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، و صلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و التابعين .

أما بعد :
 فإن للتوكل على الله تعالى منزلة عظيمة في الإسلام ، يلحظها من تأمل النصوص الواردة فيه ، و لم عبد مضطر إليه ، لا يستغني عنه طرفة عين ، كما لأنه من أعظم العبادات من جهة توثق صلته بتوحيد الرب سبحانه و تعالى : « و توكل على الحي الذي لا يموت » [ الفرقان : 58 ] . في هذه الآية أمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه و سلم أن يتوكل عليه سبحانه و تعالى ، و ألا يركن إلا ‘ليه ، لأن الحي الذي لا يموت ، وهو القوي القادر سبحانه وتعالى ، و من يتوكل عليه جل وعلا فهو حسبه ، أي كافيه و مؤيده و ناصره ، و من توكل على غير الله ، فإنما يتوكل على من يموت و يفنى ، و الضعف و العجز يعتوره من كل جهة ، و لأجل ذلك فالتوكل عليه يضيع و يزيغ ، و كل من اعتمد على غير الله فقد ضل سعيه .
 فدل ذلك على فضل التوكل على الله جل و علا و تعليق القلب به سبحانه .
 و التوكل معناه : صدق اعتماد القلب على الله عز و جل في استجلاب المصالح و دفع المضار ، من أمر الدنيا ة الآخرة كلها ، و أن يكل العبد أموره كلها إلى الله جل و علا ، و أن يحقق إيمانه بأنه لا يعطي و لا يمنع ، و لا يضر و لا ينفع : سواه جل وعلا .
 و قد حض الله عباده المؤمنين على التوكل في مواضع عديدة من الكتاب و العزيز ، و بين سبحانه ثمراته و فضائله :
 و من ذلك قوله سبحانه : « و على الله فليتوكلوا إن كنتم مؤمنين» [ المائدة : 23] و قوله عز وجل : « و على الله فلتوكل المؤمنون » [ التوبة : 51 ] و قوله تعالى : « و من يتوكل على الله فهو حسبه »[ الطلاق : 3 ] ، و قوله جل و علا : « فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يجب المتوكلين » [ آل عمران : 159 ] ، وقال سبحانه واصفا عباده المؤمنين في معرض الثناء و المدح : « إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا و على ربهم يتوكلون » [ الأنفال : 2 ] .
 و في السنة المطهرة تكاثرت النصوص الموضحة لأهمية التوكل و الحض عليه ، و من ذلك ما رواه الإمام أحمد و الترمذي و النسائي و ابن ماجة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « لو أنكم توكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدوا خماصا ، و تعود بطانا » .
 قال الحافظ بن رجب رحمه الله : هذا الحديث أصل في التوكل ، و أنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق ، قال الله عز و جل « و من يتق الله يجعل له مخرجا (2) و يرزقه من حيث لا يحتسب و من يتوكل الله فهو حسبه » [ الطلاق : 2 ، 3 ] .
 ول حديث عمر المذكور على أن الناس إنما يؤتون من قلة تحقيق التوكل ، ووقوفهم على الأسباب الظاهرة بقلوبهم ، و مساكنهم لها ، فلذلك يتبعون أنفسهم في الأسباب ، و يجتهدون فيها غاية الاجتهاد ، و لا يأتيهم إلا ما قدر لهم ، فلو حققوا التوكل على الله بقلوبهم لساق الله إليهم أرزاقهم مه أدنى سبب ، كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو و الرواح ، و هو نوع من الطب و السعي ، لكنه سعي يسير . و هذا ما يشير إليه قوله تعالى صلى الله عليه و سلم : « لرزقكم كما يرزق الطير ...» ، و معناه أنها تذهب أول النهار خماصا ، أي ضامرة البطون من الجوع ، و تتجه إلى غير وجهة محددة ، تطير و تبحث و تسعى، ثم ترجع آخر النهار بطانا ، أي ممتلئة البطون .
 وصح عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما رواه عنه جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال : « إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله و أجملوا في الطلب ، خذوا ما حل و دعوا ما حرم » [ رواه ابن ماجة و الحاكم و ابن حبان ] .
 و قال عمر رضي الله عنه : « بين العبد و بين رزقه حجاب ، فإن قنع و رضيت نفسه أتاه رزقه ، و إن اقتحم و هتك الحجاب لم يزد فوق رزقه » .
 و قال بعض السلف : « توكل تسق إليك الأرزاق بلا يتعب و لا تكلف » .
 و ها هنا تنبيه إلى أن التوكل الصحيح يستلزم من صاحبه أن يعمل الأسباب كما قال تعالى : « و اتقوا الله و على الله فليتوكل المؤمنون » [ المائدة : 11 ] . فجعل التوكل مع التقوى ، و هي هنا شاكلة للقيام بالأسباب المأمور بها ، فالتوكل بدون القيام بالأسباب المأمور بها عجز محض ، و إن كان مشوبا بنوع من التوكل ، فلا ينبغي لعبد أن يجعل توكله عجزا ، و لا عجزه توكلا ، بل يجعل توكله من جملة الأسباب التي لا يتم المقصود إلا بها .
 و هذا المعنى يدل المعنى يدل عليه أيضا ما رواه الترمذي و غيره عن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل : يا رسول الله ! أعقلها و أتوكل ، أو أطلقها و أتوكل ؟ قال : « اعقلها و توكل » .
 و قد أخطأ في هذا الباب أقوام ، فعولوا عجزهم على التوكل ، و تذرعوا به ، فضيعوا من الحقوق والواجبات لأنفسهم و عيالهم ، و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم : « كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت » [ رواه أبو داوود ] .
 و لمثل أولئك قال عليه الصلاة و السلام :« المؤمن القوي غير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، و في كل خير ، احرص على ما ينفعك ، و استعن بالله و لا تعجز ، فإن أصابك شيء فلا تقولن : لو أني فعلت كان كذا و كذا ، و لكن قل : قدر الله و ما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان » .
 و مما ينبه إليه هنا أن ضعف التوكل لدى الإنسان إنما ينتج عن ضعف الإيمان بالقضاء و القدر، و ذلك لأن من وكل أموره إلى الله ورضي بما يقضيه له و يختاره ، فقد حقق التوكل عليه ، و أمل من وكل أموره لغير الله ، و تعلق قلبه به ، فهو مخول غافل عن ربه جل و علا .
 روى ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : « من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ، و من أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى ...» الحديث رواه [ أبو داود و غيره ] .
 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : « و ما رجا أحد مخلوقا و لا توكل عليه إلا خاب ظنه فيه ، فإنه مشرك ، قال تعالى : « و من يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق » [ الحج : 31 ] » .
 قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله : « التوكل قسمان :
 أحدهما : التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله ، كالذين يتوكلون على الأموات و الطواغيت في رجاء مطالبهم ، من نصر أو حفظ أو شفاعة ، فهذا شرك أكبر .
 و الثانـي : التوكل في الأسباب الظاهرة ، كمن يتوكل على أمير أو سلطان فيما أقدره الله تعالى عليه من رزق أو دفع أذى و نحو ذلك ، فهو نوع من شرك أصغر .
 و الوكالة الجائزة في توكيل الإنسانِ الإنسانَ في فعل ما يقدر عليه نيابة عنه ، لكن ليس أن يعتمد عليه في حصول ما وكل فيه ، بل يوكل على الله في تسيير أمره الذي يطلبه بنفسه أو نائبه، و ذلك جملة الأسباب التي يجوز فعلها ، و لا يعتمد عليها بل يعتمد على المسبب الذي أوجد السبب و المسبب » .
 و مما يزيد إيضاح تحقيق التوكل و العمل بالأسباب مع تعليق القلب بالله وحده : ما أخبره به أبو بكر الصديق رضي الله عنه في هجرة النبي صلى الله عليه و سلم للمدينة إذ قال : نظرت إلى أقدام المشركين و نحن في الغار و هم على رءوسنا ، فقلت : يا رسول الله ! لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا ، قال : « ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما » [ متفق عليه ] . و تصديقه قوله تعالى : « إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا » [ التوبة : 40 ] .
 و من توكل على الله فإنه ينال من فضائله و ثمراته بحسب تحقيقه له ما لا يخطر له على بال ، و لا يحيط به مقال ، فهو أشرح الناس صدرا ، و أطيبهم عيشا ، قال تعالى : « و من يتوكل على الله فهو حسبه » [ الطلاق : 3 ] .
 و لأهمية هذه المسألة فقد عدها العلماء في أبواب التوحيد و العقائد ، إذ أنها من أجل العبادات و أعظمها ، و لذا عقد لها الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بابا في كتابه « كتاب التوحيد » و دلل عليه و بين أنها من الفرائض و من شروط الإيمان . فالواجب على كل مسلم و مسلمة العناية بها و تعاهد قلبه على ذلك .

وفقنا الله لهداه ، و رزقنا صدق التوكل عليه ، و حسن الإنابة إليه ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .


شارك الموضوع على الفيس بوك شارك الموضوع على تويتر شارك الموضوع على أوركوت شارك الموضوع على ديغ شارك الموضوع على ماي سبايس شارك الموضوع على ديليسيوس شارك الموضوع على تكنوراتي
Başa Dön أعلى
 يشاهد الملف الشخصي ارسال رسالة خاصة  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعة


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 469 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron

Copyright (c) FATHINET © 2008 - Service Internet Et Publicite

Partenaire : Annuaire FATHINET - AUTO FATHINET - Groupe Concessionnaire - Groupe location vehicule - Groupe Immobilier

Hebergement du site par : FATHINET

Vous etes le visiteur n° :