هل شكر الزوجة واجب؟
ا(منقول عن قصة واقعية)
أنا امرأة متزوجة ولديّ طفلان، أعتمد كلياً على نفسي في المنزل من حيث المصروف ورعاية البيت والأطفال وشؤونهما.
المشكلة هي على قدر ما أبذل من جهد ليكون بيتي رائعاً ومحاولة إرضاء زوجي إلا أنني لا أقابل بعد كل هذا العناء بالتقدير والاحترام، بل على العكس إذا حصل مكروه أو مشكلة في البيت يرد زوجي السبب لي وهذا من أول يوم عرفته حاولت تغييره لكن بلا فائدة .. ساعدوني أرجوكم.
*****************
*****************
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيِّبة وبعد..
من المؤسف له أنّ العرف السائد لدى بعض المجتمعات هو أن كل ما تقوم به الزوجة هو من واجبها ولا تشكر عليه، بل إنّ البعض يحرِّض على أن لا تعطى الزوجة "العين" لتكون دائماً مديونة للزوج تركض ليل نهار لإرضائه دون أن تبلغ ذلك وهذا ما يزيد من توقّعات الزوج وطلباته وربّما أحياناً يذكر حسنات غيرها يثير فيها الغيرة ويحرِّضها أكثر لخدمته، والبعض يهدِّد بالزواج بثانية إذا ما لم يحصل على ما يرضيه... وهذا عالم مريض من واقعنا اللاسوي واللاإسلامي ويحتاج من العلماء والمربّين المزيد من الجهد لإصلاحه.
ولكن ماذا بيد الزوجة في مثل تلك الظروف، فهل تفتح باب الجدال والخصام ليهدِّد ذلك أمن بيتها وحياتها الزوجية ويعرض الأطفال للتفكك والضياع أم تعبر وتسكت حفاظاً على بيتها وأولادها وتمسك زوجها على ما هو عليه ولعلّ الأيّام تغيِّره؟ وقد تغيّر كثيرون وأصبحوا ممتنين لزوجاتهم ويقابلونهنّ بالإحترام والوفاء لجهدهنّ وجهادهنّ، حيث ورد في الأثر: "جهاد المرأة حُسن التبعُّل".
بلاشكّ، فإنّ الحل الثاني هو الأقرب، لأنّ ذلك يؤمن سلامة العائلة ومستقبل الأولاد والحفاظ على العلاقة الزوجية.. وإن كان يتطلّب الصبر والتضحية، والحياة كلّها تضحية وعطاء، ولذا ورد في الأثر أيضاً: "أن مَن صبرت على سوء خلق زوجها أنزلها الله تعالى يوم القيامة في الجنّة مع آسية بنت مزاحم"، وهي زوجة فرعون المؤمنة التي ورد ذكرها في القرآن، في قوله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (التحريم/ 11).
وهكذا تجد الزوجة المؤمنة الصابرة المحتسبة في عظيم ثواب الله تعالى لها وتقديره لعملها عزاءً وبدلاً عن ثناء زوجها المقصر بحقها... قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزّمر/ 10).
بقيت في الموضوع ملاحظتان:
- الأولى: أنّ الدلال الزائد يفسد، وبالتالي عليك السعي تدريجياً لكن تكون خدماتك مقبولة ومعقولة، ولكن لا تصل إلى حدّ الإسراف بالشكل الذي تجعل الزوج يتوقّع ويطلب المزيد، بلا روية... مثلاً: إذا كان الزوج يقوم ببعض الأعمال، خصوصاً ما يتعلّق به، فلا تتبرعي بها وتقدميها له، لأنّه، وفي مثل حاله سيطلب المزيد، من دون تقدير ولا ثناء... بل على العكس من ذلك ضعي برنامجاً هادئاً وطويلاً، من غير استعجال ولا تكلّف لكي تشاركيه في تحمل مسؤولياته والقيام ببعض الأعمال التي تحتاجها العائلة، ومن ذلك أن تشجعيه وتستفيدي من خاصية الرجولة وإشعاره بمسؤولية الأبوة... عامليه باحترام وناديه بالكنية: أبو فلان... بإسم ولده أو بنته الكبرى، ثمّ اطلبي منه شراء بعض الحاجيات أو أخذ الأولاد وتسليتهم حتى تؤدِّي بقية الأعمال وهكذا...
- الثانية: زيادة ثقافة الزوج الدينية والإجتماعية تساهم كثيراً في تعديل سلوكه.. حاولي أن يستمع بعض البرامج والحوارات الإجتماعية المفيدة في التلفزيون.. واسع لمرافقتك إلى المسجد، لصلاة الجمعة وغيرها للإستفادة من الخطب، ووفري له بعض الكتب والمجلات التي تعنى بالجانب الأسري ولا تشعريه بأنّك تريدين التأثير عليه، ولكن وكأنك تريدين هذه الكتب أو الخطب، وبالتالي فهو يطلع عليها بدوره.
ومن الله التوفيق
أنا امرأة متزوجة ولديّ طفلان، أعتمد كلياً على نفسي في المنزل من حيث المصروف ورعاية البيت والأطفال وشؤونهما.
المشكلة هي على قدر ما أبذل من جهد ليكون بيتي رائعاً ومحاولة إرضاء زوجي إلا أنني لا أقابل بعد كل هذا العناء بالتقدير والاحترام، بل على العكس إذا حصل مكروه أو مشكلة في البيت يرد زوجي السبب لي وهذا من أول يوم عرفته حاولت تغييره لكن بلا فائدة .. ساعدوني أرجوكم.
*****************
*****************
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيِّبة وبعد..
من المؤسف له أنّ العرف السائد لدى بعض المجتمعات هو أن كل ما تقوم به الزوجة هو من واجبها ولا تشكر عليه، بل إنّ البعض يحرِّض على أن لا تعطى الزوجة "العين" لتكون دائماً مديونة للزوج تركض ليل نهار لإرضائه دون أن تبلغ ذلك وهذا ما يزيد من توقّعات الزوج وطلباته وربّما أحياناً يذكر حسنات غيرها يثير فيها الغيرة ويحرِّضها أكثر لخدمته، والبعض يهدِّد بالزواج بثانية إذا ما لم يحصل على ما يرضيه... وهذا عالم مريض من واقعنا اللاسوي واللاإسلامي ويحتاج من العلماء والمربّين المزيد من الجهد لإصلاحه.
ولكن ماذا بيد الزوجة في مثل تلك الظروف، فهل تفتح باب الجدال والخصام ليهدِّد ذلك أمن بيتها وحياتها الزوجية ويعرض الأطفال للتفكك والضياع أم تعبر وتسكت حفاظاً على بيتها وأولادها وتمسك زوجها على ما هو عليه ولعلّ الأيّام تغيِّره؟ وقد تغيّر كثيرون وأصبحوا ممتنين لزوجاتهم ويقابلونهنّ بالإحترام والوفاء لجهدهنّ وجهادهنّ، حيث ورد في الأثر: "جهاد المرأة حُسن التبعُّل".
بلاشكّ، فإنّ الحل الثاني هو الأقرب، لأنّ ذلك يؤمن سلامة العائلة ومستقبل الأولاد والحفاظ على العلاقة الزوجية.. وإن كان يتطلّب الصبر والتضحية، والحياة كلّها تضحية وعطاء، ولذا ورد في الأثر أيضاً: "أن مَن صبرت على سوء خلق زوجها أنزلها الله تعالى يوم القيامة في الجنّة مع آسية بنت مزاحم"، وهي زوجة فرعون المؤمنة التي ورد ذكرها في القرآن، في قوله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (التحريم/ 11).
وهكذا تجد الزوجة المؤمنة الصابرة المحتسبة في عظيم ثواب الله تعالى لها وتقديره لعملها عزاءً وبدلاً عن ثناء زوجها المقصر بحقها... قال تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزّمر/ 10).
بقيت في الموضوع ملاحظتان:
- الأولى: أنّ الدلال الزائد يفسد، وبالتالي عليك السعي تدريجياً لكن تكون خدماتك مقبولة ومعقولة، ولكن لا تصل إلى حدّ الإسراف بالشكل الذي تجعل الزوج يتوقّع ويطلب المزيد، بلا روية... مثلاً: إذا كان الزوج يقوم ببعض الأعمال، خصوصاً ما يتعلّق به، فلا تتبرعي بها وتقدميها له، لأنّه، وفي مثل حاله سيطلب المزيد، من دون تقدير ولا ثناء... بل على العكس من ذلك ضعي برنامجاً هادئاً وطويلاً، من غير استعجال ولا تكلّف لكي تشاركيه في تحمل مسؤولياته والقيام ببعض الأعمال التي تحتاجها العائلة، ومن ذلك أن تشجعيه وتستفيدي من خاصية الرجولة وإشعاره بمسؤولية الأبوة... عامليه باحترام وناديه بالكنية: أبو فلان... بإسم ولده أو بنته الكبرى، ثمّ اطلبي منه شراء بعض الحاجيات أو أخذ الأولاد وتسليتهم حتى تؤدِّي بقية الأعمال وهكذا...
- الثانية: زيادة ثقافة الزوج الدينية والإجتماعية تساهم كثيراً في تعديل سلوكه.. حاولي أن يستمع بعض البرامج والحوارات الإجتماعية المفيدة في التلفزيون.. واسع لمرافقتك إلى المسجد، لصلاة الجمعة وغيرها للإستفادة من الخطب، ووفري له بعض الكتب والمجلات التي تعنى بالجانب الأسري ولا تشعريه بأنّك تريدين التأثير عليه، ولكن وكأنك تريدين هذه الكتب أو الخطب، وبالتالي فهو يطلع عليها بدوره.
ومن الله التوفيق
.
