اشترك في: الثلاثاء 13 أكتوبر 2009, 13:36 مشاركات: 201 مكان: CHELGHOUM LAID
|
عن البراء بن عازب قال: «رمقت الصلاة مع محمد فوجدت قيامه، فركعته، فاعتداله بعد ركوعه، فسجدته، فجلسته بين السجدتين، فسجدته، فجلسته ما بين التسليم والانصراف قريبا من السواء». رواه مسلم. وفي رواية البخاري: «ما خلا القيام والركوع قريباً من السواء». قال ابن حجر في الفتح: المراد أن صلاته كانت قريبا معتدلة، فكان إذا أطال القراءة أطال بقية الأركان، وإذا أخفها أخف بقية الأركان. قال ابن القيم رحمه الله في كتابه طريق الهجرتين: أن الصلاة محك الأحوال وميزان الإيمان، بها يوزن إيمان الرجل ومقدار محبته لله، فإنها محل المناجاة والقربة، فلا شيء أقر لعين المحب ولا ألذ لقلبه ولا أنعم لعيشه منها إن كان محباً، ... فلا شيء أهم إليه من الصلاة، كأنه في سجن وضيق وغم حتى تحضر الصلاة، فيجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح، كما قل النبي لبلال: «يا بلال، أرحنا بالصلاة» ولم يقل أرحنا منها كما يقول المبطلون الغافلون. وقال بعض السلف: ليس بمستكمل الإيمان من لم يزل في همِّ وغمِّ حتى تحضر الصلاة، فيزول همه وغمه. فالصلاة قرة عيون المحبين، وسرور أرواحهم، ولذة قلوبهم، وبهجة نفوسهم، يحملون هم الفراغ منها إذا دخلوا فيها كما يحمل الفارغ البطال همها حتى يقضيها بسرعة، فلهم فيها شأن وللنقّارين شأن، يشكون إلى الله سؤ صنيعهم بها إذا ائتموا بهم، كما يشكو الغافل المعرض تطويل إمامه، فسبحان من فاضل بين النفوس. فمن كان قرة عينه في الصلاة فلا شيء أحب إليه منها، وإنما يسلي نفسه إذا فارقها، بأنه سيعود إليها عن قرب، فهو دائما يثوب إليها ولا يقضي منها وطراً، فلا يزن العبد إيمانه ومحبته لله بمثل ميزان الصلاة، فإنها الميزان العادل، الذي وزنه غير عائل.
المرفقات: |
116.doc [61.5 KiB]
705 مرة
|
_________________
"إن سر النجاح في الحياة يكمن في أن يكون الإنسان مستعداً لأن يغتنم الفرصة عندما تسنح له" بنيامين ديزرالي
[flash="http://www.tvquran.com/flash/TvQuran.com_02.swf"]width=500 height=400[/flash]
|
|