For quick login in and fast entrance.
I want to register Search الأسئلة المتكررة Login 

         

إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

السبت 1 يناير 2011, 11:21

 تلقـين الميت
غير متصل
Beginner - عضو مبتدء
Beginner - عضو مبتدء
صورة العضو الشخصية

اشترك في: السبت 27 نوفمبر 2010, 15:32
مشاركات: 73
مكان: الدنيا الفانية
صورة

تلقين الميت


أول حكم من أحكام الموت هو تلقين المحتضر الذى نام على فراش الموت، فإذا حضره الموت وجب على من عنده أمور.

الأول : أن يلقنوه الشهادة :



لقوله صلى الله عليه وسلم " لقنوا موتاكم : لا إله إلا الله ، فمن كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة " (1)

وقال صلى الله عليه وسلم " من كان آخر كلامه : لا إله إلا الله عند الموت دخلالجنة وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه"(2)وكان صلى الله عليه وسلم يقول:"منمات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة"(3)

وفى حديث : " من مات لايشرك بالله شيئاً دخل الجنة "(4) والروايات كلهارواها الإمام مسلم فى " صحيحه" والزيادة فى الحديث الأول لم ترد فى صحيحمسلم، وإنما وردت فى صحيح ابن حيان.

إذاً أول حكم من أحكام الموت : إذا نام المحتضر على فراش الموت وجب علىأهله المحيطين به أن يلقنوه كلمة التوحيد، فمن وفق لهذه الكلمة دخل الجنة،ولا يوفق للنطق بها إلا المُوفق، ولا يرزق أحد النطق بها إلا المُسدَّد ،فليس كل أحد يستطيع فى هذه اللحظات أن ينطق بـ ( لا إله إلا الله ) قالتعالى : {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِيالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } (27) إبراهيم

قال بن عباس : هو قول لا إله إلا الله :{ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء} (27) إبراهيم

ويقتضىعدل الله سبحانه وتعالى أنه من عاش على التوحيد مات على التوحيد، وبعث فىزمرة الموحدين ، قال صلى الله عليه وسلم : " من مات على شيء بُعثعليه"(1)

قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى : لقد أجرى الله الكريم عادتهبكرمه، أن من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعث عليه.

فمنعاش على الطاعة مات على الطاعة ، وبُعث على الطاعة، ومن عاش على الصلاةومات على الصلاة ، بُعث على الصلاة ومن مات على معصية ، بعد ما عاش دهرهوحياته على المعصية، بُعث على ذات المعصية، ومن مات وفى يده كأس الخمربُعث يوم القيامة وهو يحمل بيده كأس الخمر ، ومن مات وهو يزنى بُعث يومالقيامة بهذه الفضيحة ، ومن مات وهو سارق بُعث يوم القيامة، وهو يحمل علىكتفه ما سرق قال تعالى : { وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَالْقِيَامَةِ } (161) سورة آل عمران

نسأل الله أن يسترنا فى الدنيا والآخرة إنه ولى ذلك والقادر عليه.

ثانياً : التضرع إلى الله بالدعاء للميت :



على من حضر الميت أن يتضرع إلى الله – عز وجل – بالدعاء له ، ولا يقول فىحضرته إلا خيراً لحديث أم سلمة – رضى الله عنها – قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : " إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا ، فإن الملائكةيؤمنون على ما تقولون" (1)والحديث رواه مسلم والبيهقى.

يعنى: لو مات الميت فلا تقل إلا خيرا، لو صرخت المرأة فى البيت وقالت : ( ياسبعى يا جملى ) تؤمن الملائكة على هذا القول ولا ينتقى الوزر عن الميت،إلا إذا أوصى وتبرأ من كل ما يخالف الشرع.

فاكتب وصيتك من الآن ولا تسوف ، فإن الموت يأتى بغتة ، أوص بكل ما تريد ،تبرأ من كل مخالفة يرتكبها الأهل بعد الموت، فربما ترى من أهلك من يصر علىأن يصنع لك صواناً ، أو خيمة ضخمة، وينفق من أموال اليتامى ما لا يحق بحال، فهذا أكل لمال اليتامى بالباطل والظلم ، والله تعالى يتوعد من أكل أموالاليتامى بوعيد شديد يقول سبحانه : {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَالْيَتَامَى ظُلْمًا} (10) سورة النساء

وهذامن الظلم أن تنفق لما بعد الموت من مال اليتامى بغير حق {إِنَّمَايَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (10) سورةالنساء

والتلقين، تلقين الميت : المراد به أن يقول له: قل : لا إله إلا الله وهو يحتضر ،وليس التلقين بعد الدفن ؛ لأن تلقين الميت بعد الدفن فى القبر ليس منالسنة ، ولم يثبت هذا عن صاحب السنة صلى الله عليه وسلم .

إنما التلقين إذا نام الميت على فراش الموت ، واحتضر تلقُنه لا إله إلاالله؛ لينطق بها، ليرددها خلفك، ليقول هو بلسانه : لا إله إلا الله.

إنما التلقين فى القبر بعد الموت فلم يثبت هذا أبداً عن الصادق المصدوقالذى لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ، والرواية الواردة فى هذاالباب رواية لا تصح بحال عن النبى
المختار صلى الله عليه وسلم .

قال صلىالله عليه وسلم كما فى حديث أنس الذى رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح علىشرط مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد- أى زار – رجلاً فقالالنبى صلى الله عليه وسلم له " يا خال قل : لا إله إلا الله، قل : لاإله إلا الله ".

وأودأن أذكر أيضا أن المحتضر إذا قال : لا إله إلا الله مرة فكفى لا ينبغى أننلح عليه ؛ ليكررها فإذا قالها، فليمت بعدها ، حتى ولو طال وقت الموت فهذاهو آخر كلامه فى الدنيا، فالنبى صلى الله عليه وسلم يقول له : " يا خالقل : لا إله إلا الله " فقال : أى هذا المحتضر - : أخال أم عم؟ فقال صلىالله عليه وسلم : " لا بل خال " فقال للنبى صلى الله عليه وسلم :فخيرلى أن أقول لا إله
إلا الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " نعم " (1)

أما قراءة سورة " يس " عند الميت أثناء الاحتضار، بل وحتى توجيه الميت نحوالقبلة، فلم يثبت هذا ولم يصح عن النبى صلى الله عليه وسلم ففى أى وضعكان الميت فى بيته ، فى فراشه ، فلا حرج على الإطلاق، لا توجه السرير،ولاتوجه الميت ، فالميت أصلاً على الإطلاق ، موحد مسلم لا يحتاج أن نثبتله إسلامه بعد الموت لتوجيهه نحو القبلة ، فهذا من التكلف الذى نهى عنهالنبى صلى الله عليه وسلم وهذا ما اعتاد عليه جل المسلمين.

علىأى موضع مات الميت على موضعه، حتى يجهز ويغسل، ويُدفن لا حرج، فلم يثبتأبداً عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه أمر بتوجيه الميت نحو القبلة، لميثبت هذا، ولم يصح عن
النبى صلى الله عليه وسلم .

بللقد كره إمام التابعين سعيد بن المسيب ذلك وقال له جميلة : أليس الميتامرءاً مسلما. فعن زرعه بن عبد الرحمن : أنه شهد سعيد بن المسيب، فى مرضهوعنده أبو سلمة بن عبد الرحمن – من العلماء – فغَشىِ على سعيد بن المسيب –أغُمى عليه – فأمر أبو سلمة بن عبد الرحمن أن يحولوا فراش سعيد بن المسيبنحو الكعبة، وسعيد – رحمة الله عليه – فى إغمائة الموت ، فأمر أبو سلمة بنعبد الرحمن أن يحولوا فراش أبى سعيد نحو القبلة، فأفاق سعيد بن المسيب ،فوجد أنه قد وُجَّه فراشه، فقال : حولتم فراشى ؟ قالوا : نعم فنظر إلى أبىسلمة بن عبد الرحمن وقال : أراه بعلمك فقال : نعم . أنا الذى أمرتهم، فأمرسعيد بن المسيب أن يعيدوا فراشه مرة أخرى، وقال قولته الجميلة : أليسالميت امرءاً مسلماً ؟(1)

مادام لم يثبت هذا عن الصادق المصدقون صلى الله عليه وسلم فلا ينبغى أننتكلف ما لم يفعله الحبيب صلى الله عليه وسلم . ولا بأس على الإطلاق، فىأن يحضر المسلم، وفاة رجل كافر؛ ليلقنه الشهادة، لعل الله أن يرزقهالشهادة.

إن كان لك جار يهودى أو نصرانى، وسمعت أنه يحتضر، لا بأس عليك أن تٌسرعإليه بنية أن تَذكره بالإسلام وبالتوحيد، " لأن يهدى الله بك رجلاً واحداًخير لك من حمر النعم "(1)

والدليلعلى ذلك : ما رواه البخارى وأحمد والحاكم ، وغيرهم من حديث أنس – رضى اللهعنه – قال : كان غلام يهودى يخدم النبى صلى الله عليه وسلم فمرضالغلام، فأتاه
النبى صلى الله عليه وسلم يعوده أى يزوره – فقعد النبى صلى الله عليه وسلم عند رأسه وقال له صلى الله عليه وسلم : " أسلم " أى قل لا إله إلاالله، فنظر الغلام إلى أبيه وهو رجل يهودى هو الآخر فقال الأب لولده : أطعأبا القاسم، فأسلم الغلام فخرج النبى صلى الله عليه وسلم من عند الغلاموهو يقول : " الحمد لله الذى أنقذه من النار"(2) وصدق ربى وهو العزيزالغفار إذ يقول فى حق نبينا، وهو النبى المختار :

{ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) التوبة

وصدق ربى إذ يقول : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) الأنبياء

فهورحمة للمؤمنين، بل ورحمة للعالمين من المشركين والمسلمين فمن آمن به فقدُرحم فى الدنيا والآخرة، ومن كفر به فقد رُحم فى الدنيا من عذاب الله ثمبعد ذلك – إن شاء الله – ينال هذا الكافر عذابه فى الآخرة، فالامر يرجعإلى مشيئة الله تبارك وتعالى فى كل وقت، وفى كل حال.

فلمامات هذا الغلام اليهودى قال النبى صلى الله عليه وسلم " صلوا علىصاحبكم " هذا هو الحكم الأول من أحكام الجنائز بالنسبة للمحتضر.

الحكم الثانى : ما الذى يجب على أهل الميت بعد موته ؟



إذا مات وأسلم الروح لخالقها وبارئها – جل وعلا – يجب عليهم أمور، منها:

أولاً : أن يغمضوا عينيه :

إذا خرجت الروح، يتبع البصر الروح، فتدخل على المحتضر فترى عينيه مفتوحة ، تراه شاخصاً ببصره إلى أعلى.



ثانياً : أن يغطوا الميت بعد الموت :

ومنالأحكام التى تلزم من حضر الميت أيضاً: أن يغطى الميت بعد الموت بغطاءأوبثوب أو عباءة أو بأى شيء يستر جميع بدنه حتى الوجه؛ لما رواه البخارىومسلم، من حديث عائشة – رضى الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليهوسلم حين تُوفى، سجى ببردة حَبْرة.

حَبّرة : بردة من برد اليمن.

سُجَّى : غطى جسده كله صلى الله عليه وسلم .

ولميكشف البردة إلا الصديق حينما دخل على الحبيب صلى الله عليه وسلم بعدما أتى من بيته بالسنح ووجد الناس يصرخون أمام المسجد النبوى، دخل الصديقعلى حبيبه صلى الله عليه وسلم فوجده مسجى – أى مغطى – فكشف الغطاء عنوجهه وقبل النبى صلى الله عليه وسلم بين عينيه قال : طِبت حياً وميتاًيارسول الله : أما الموتة التى كتبها الله عليك فقد ذُقتها ، ولا ألم عليكبعد اليوم(1)

وفى رواية حسنها شيخنا الألبانى فى " مختصر الشمائل " أن الصديق نادى على نبيه وقال : ونبياه وخليلاه (2)

فمن السنة إذا مات الميت أن يغطى جسده كله.

هذا إن مات الميت فى غير الإحرام، أى الحج والعمرة.

فإنمات الميت، وهو محرم فى حج أو عمرة، لايغطى رأسه، ولا يُغطى وجهه ؛ الحديثابن عباس – رضى الله عنهما فى الصحيحين قال : بينما رجل واقف بعرفة، إذوقع عن راحلته فوقصته أو فأقعصته – وطأته الناقة، فمات بمات بلباس الإحرامفقال النبى صلى الله عليه وسلم " أغسلوا بماء وسدر وكفنوه فى ثوبته " أىفى الإزار والرداء " ولا تحنطوه" (3)

وفى رواية : " ولاتطيبوه ولا تخمروا رأسه ولا وجهه " أى لا تغطوا رأسه ولا وجهه : " فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا " (4)

حينما يخرج من قبره يقول أول ما يقول : لبيك اللهم لبيك وقد قلت : إن الصادق قد قال : " يبعث كل على ما مات عليه".

ثالثاً : أن يعجلوا بتجهيز الميت :



ومن هذه الأحكام أيضاً : أن يعجلوا بتجهيز الميت وإخراجه من بيته إلى المقابر، هذا من السنة أيضاً.

لا ينبغى أن يتأخر الميت ؛ ليأتى فلان من قطر وفلان من الكويت، وفلان منالسعودية، وفلان من مصر، وفلان من هنا وهنالك ويغيب الميت لغير ضرورة،ولغير حاجة.

فمن السنة إذا مات الميت أن نعجل فى تجهيزه ، أى فى غسله وتكفينه ودفنه –إلا لضرورة – قال صلى الله عليه وسلم " أسرعوا بالجنازة " وأمر الإسراعبالجنازة يحتاج إلى إسراع فيما قبل الجنازة ، كالإسراع فى التغسيلوالإسراع فى التكفين والإسراع فى الدفن "أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحةفخير تقدمونها إليه، وإن تك غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم" (1)

ومن السنة أيضاً : أن يدفن الميت فى البلد الذى توفى فيه إلا لضرورة.

ولكن هذا هو الأصل وألا ينقل من بلد إلى بلد، ما دام قد مات فى بلد مسلم ؛لأن هذا يتنافى مع الإسراع الذى أمر به النبى صلى الله عليه وسلم .

ففى حديث جابر بن عبد الله – رضى الله عنه – وأخرج الحديث أصحاب السننالأربعة وأحمد فى مسنده والبيهقى بإسناد صحيح : لما كان يوم أٌحد حُملالقتلى – أى من الصحابة – ليدفنوا بالبقيع – والبقيع مسافة قريبة جداً ،فلما مات بعض أصحاب
النبى صلىالله عليه وسلم فى معركة أحد ، وقتلوا حمل القتلى ليدفنوا فى البقيعبجوار المسجد النبوى، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أنتدفنوا القتلى فى مضاجعكم (1) أى فى المواضع الذى قتلوا فيه.

يقولجابر: بعدما حملت أمى أبى وخالى على ناضح لنا – دابة – لندفنهم فى البقيعفردوا ، ليس هناك حلال ولا فذلكه عقلية ولا فلسفة ، أمر أن يدفنوا فىمضاجعهم فردوا ليدفنوا مع القتلى .

قالفرجعناهما مع القتلى حيث قتلوا ، ولذلك قالت عائشة : لما أخ لها بوادىالحبشة ، فحمل من مكانه ، وددت أنه كان دفن فى مكانه – فى الحبشة –والحديث أخرجه البيهقى بسند صحيح (2)



رابعاً : أن يسددوا دينه :



ومن هذه الأحكام أيضاً : أن يبادر أهل الميت بسداد دينه ، فيجب على أهلالميت أن يسدوا الدين عن ميتهم، فإن لم يكن له مال ولم يستطع أهل المتوفىأن يسددوا الدين عليه ، وجب على الدولة أن تقضى عنه الدين؛ للحديث الذىأخرجه ابن ماجه وأحمد والبيهقى من حديث سعد بن الأطول – رضى الله عنه – أنأخاه مات وترك ثلاثمائة درهم وترك عيالاً قال أخوه : فأردت أن أنفقها علىعياله فقال له النبى صلى الله عليه وسلم :

"إن أخاك محبوس بدينه أى محبوس عن الجنة – فاذهب فاقض " قال : فذهب ، فقضيتعنه، ثم جئت ، قلت : يا رسول الله ، قد قضيت عنه إلا دينارين ادعتهماامرأة وليس لها بينه – امرأة ادعت أن لها دينارين عند أخى لكن لم تقدمالبينة على ذلك – فقال النبى صلى الله عليه وسلم " أعطها فإنها صادقة "وفى رواية : " أعطها فإنها محقة "(1)

وفى حديث عن سمرة بن جندب، الذى أخرجه أبو داود والنسائى والحاكم،والبيهقى وغيرهم بسند صحيح : أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة– وفى رواية – صلى الصبح فلما انصرف قال: " أها هنا من آل فلان أحد " فسكتالقوم، وكان صلى الله عليه وسلم إذا ابتدأهم بشئ سكتوا – رضى الله عنأصحاب النبى المؤدبين – فقال ذلك مرارا ثلاثاً : " أها هنا من آل فلان أحد" لا يجيبه أحد، فقال رجل : هو ذا يارسول الله، فقام رجل يجر إزاره منمؤخرة الناس، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : " مامنعك فى المرتينالأوليين أن تكون أجبتنى ؟ أما إنى لم أنواه باسمك إلا لخير إن فلانا –يقصد النبى صلى الله عليه وسلم رجلا منهم – من آل فلان مأسور بدينه عنالجنة، فإن شئتم فافدوه – أى بسداد الدين – وإن شئتم فأسلموه إلى عذابالله (2)

فلو رأيت أهله ، ومن يتحرون بأمره قاموا فقضوا عنه حتى ما أجد أحداً يطلبه بشئ.

الحكم الثالث : وهو ما الذى يجوز لأهل الميت وللحضور أن يفعلوه ؟



بعض الناس يظن : أنه لا يجوز له أن يكشف وجه الميت ويقولون : بأن هذاانتهاك لحرمة الميت، هذا لا يصح، بل يجوز لمن أراد أن يكشف وجه الميت ،وان يُقبِله ، يجوز له أن يفعل ذلك، بل ويجوز له أيضاً أن يبكى على ميته.

فبعض الناس يظن إن تقبيل الميت حرام، وأن كشف وجهه حرام، وأن البكاء عليه هلع وجزع ، لا.

فعن جابر بن عبد الله – رضى الله عنهما – قال : لما قتل أبى جعلت أكشفالثوب عن وجهه، وأبكى ونهونى – أى من حولى – والنبى صلى الله عليهوسلم لا ينهانى يقول : فجعلت عمتى فاطمة تبكى فقال النبى صلى الله عليهوسلم " تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه"(1)

عبد الله والد جابر – رضوان الله عليه الصحابى الوحيد الذى كلمه اللهكفاحاً، أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بذلك ولده المبارك جابر، وقالالله لعبد الله : " تمن فمن تمنى والد جابر إلا أن يرجع إلى الدنيا ليقاتلفيقتل فى سبيل الله ".

سبحان الله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لفاطمة : " تبكين أو لا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه ".

والحديث فى البخارى ومسلم وسنن النسائى والبيهقى

وعنعائشة – رضى الله عنها – قالت : أقبل أبو بكر – رضى الله عنه – على فرسهمن مسكنه – بالسَنح أو البسُنحْ وهو مكان بأطراف المدينة لكن الفتح أصحعندى – حتى نزل من على فرسه، فدخل على المسجد وعمر يكلم الناس ويقول : منزعم إن رسول الله ما مات، بل ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى بن عمران وليرجعنرسول الله ليقطعن أيدى وأرجل المنافقين الذين يزعمون أنه مات. قول شديد منعمر، وجاء الصديق عمر، يصيح فى الناس بهذه الكلمات..

تقولعائشة : فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم النبى صلى الله عليهوسلم - أى اتجه إلى النبى صلى الله عليه وسلم - لأن النبى صلى اللهعليه وسلم مات فى حجرة عائشة ، وهو مسجى ببردة حَبْره فكشف البردة عنوجهه الأزهر الأنور بأبى هو وأمى، ثم أكب الصديق على النبى صلى الله عليهوسلم فقبله بين عينيه ثم بكى وقال : بأبى أنت وأمى يا نبى الله لا يجمعالله عليك موتتين، أما الموتة التى عليك فقد ذقتها، أو مِتها، وفى رواية :فقد مت الموتة التى لا تموت بعدها.

إذننأخذ من هذا الحديث أن الصديق كشف عن وجه الحبيب صلى الله عليهوسلم وقبله ولو كان النبى صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك ما فعلهالصديق. والحديث رواه البخارى والنسائى وابن حبان والبيهقى(1)

وفىالحديث الذى رواه الترمذى وصححه البيهقى (2)وغيرهما ، وله شاهد بإسناد حسنمن حديث عائشة : أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعونوهو ميت، وعثمان بن مظعون هو أول من لُقب بالسلف الصالح، وعثمان بن مظعونممن شهدوا بدرا والنبى صلى الله عليه وسلم قال فى حق أهل بدر : " لعلالله قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " (3)

وهوأول من دٌفن بالبقيع ، فلما مات، تقول عائشة – رضى الله عنها : كشفالنبى صلى الله عليه وسلم الغطاء عن وجهه ثم أكب عليه فقبله- يا لها منكرامة – وبكى حتى رأت الدموع النبى صلى الله عليه وسلم - تسيل علىوجنتيه (1) يا ترى على وجنتى رسول الله أم وجنتى عثمان بن مظعون – كلاهماجميل.

هناكمن أهل العلم – من باب الأمانة العلمية – من ضعف هذا الحديث، لكن شيخناالألبانى حسن الحديث بشواهده ، وعن أنس – رضى الله عنه – قال : دخلنا معرسول الله صلى الله عليه وسلم على أبى سيف وكان ظئراً لإبراهيم ، الظئرهو زوج مرضعة إبراهيم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبلهوشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه – يحتضر – فجعلت عينارسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان – يبكى النبى صلى الله عليهوسلم بالدموع – فقال له عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله؟فقال صلى الله عليه وسلم : " يا بن عوف إنها رحمة " ثم اتبعها بأخرىفقال صلى الله عليه وسلم " إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا مايرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون" (2) والحديث رواه البخارىومسلم.

وعنعبد الله بن جعفر أن النبى صلى الله عليه وسلم أمهل آل جعفر ثلاثا أنيأتيهم ، ثم أتاهم وقال : " لا تبكوا على أخى بعد اليوم " (3)

والحديث رواه أبو داود والنسائى ، وإسناده صحيح على شرح مسلم.

إذالا حرج لمن إراد أن يقبل الميت بين عينه ، ولا بأس من كشف الغطاء عن وجهه، ولا بأس إن بكى عليه ، فالبكاء رحمة ، لكن النهى عنه ، لكن المحرم أن
نقول : مايسخط ربنا – جل وعلا – وأن تدعوا بدعوى الجاهلية ، كأن تقول
المرأة( ياجملى يا سبعى ، يامن ترزقنى ، يامن تفعل لى كذا وكذا ، لا أستطيعالعيش بعدك) إلى آخر هذه الكلمات الجاهلية كأن تلطم المرأة خدها ، كأن تشقالمرأة جبينها ،
أو ملابسها كل هذا لايجوز ، ولا يليق وإنما هو محرم فى دين الله.

هذاوالله أسأل أن يرحم موتانا رحمة واسعة ، وأن يختم لنا ولكم جميعاًبالإيمان إنه ولى ذلك والقادر عليه ، وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه وسلم.

صورة

_________________
ليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذى بينى وبينك عامر
وبينى وبين العالمين خراب
ان صح لي منك الود فالكل هين
وكل الذى فوق التراب تراب


شارك الموضوع على الفيس بوك شارك الموضوع على تويتر شارك الموضوع على أوركوت شارك الموضوع على ديغ شارك الموضوع على ماي سبايس شارك الموضوع على ديليسيوس شارك الموضوع على تكنوراتي
Başa Dön أعلى
 يشاهد الملف الشخصي ارسال رسالة خاصة  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ مشاركة واحده ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعة


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 162 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
cron

Copyright (c) FATHINET © 2008 - Service Internet Et Publicite

Partenaire : Annuaire FATHINET - AUTO FATHINET - Groupe Concessionnaire - Groupe location vehicule - Groupe Immobilier

Hebergement du site par : FATHINET

Vous etes le visiteur n° :